زيتون المغرب يغزو الأسواق الدولية
يستهلك المغاربة الزيتون بكثرة في عاداتهم الغذائية، لما له من فوائد غذائية عالية ونكهة مميزة، فعلى سبيل المثال من الصعب جدا أن لا نجد هذه الثمار حبوبا وزيتا على المائدة المغربية، ولذلك تولي الدولة المغربية اهتماما ورعاية لهذا القطاع، إلا أن ذلك لا يعني أن قطاع الزيتون لا تعترضه مشكلات تؤرق المزارعين والعاملين فيه، ما قد يؤثر سلبا على جودة الزيتون وعلى إمكانيات تصديره إلى الأسواق الدولية.
توقعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن ترتفع أسعار زيت الزيتون عالميا، بسبب تراجع وتدني المحاصيل في البلدان التي تعتبر الأولى في العالم من حيث إنتاج الزيتون، مثل إيطاليا وإسبانيا، ما يشكل فرصة كبيرة للبلدان الأخرى المنتجة لزيت الزيتون مثل المغرب لتصديره إلى الأسواق الدولية، لكن هل الزيت الزيتون المغربي مؤهل لغزو هذه الأسواق؟ في هذا السياق، يقول حمد الخنوسي، مدير “الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون”، في حديثه لموقعناgreenarea.me: “تهتم وزارة الفلاحة (الزراعة) في المغرب كثيرا بقطاع الزيتون، لأنه يمثل قطاعا إنتاجيا مهما، ويعرف طلبا متزايدا سواء داخل المغرب أو في بعض الأسواق الدولية”، وأكد الخنوسي أن “الزيتون وزيت الزيتون في المغرب يملك كل المواصفات ليصبح عالميا، فجودته ممتازة، قادرة على غزو الأسواق الدولية، خصوصا وأن الدول المعروفة بإنتاج الزيتون بكثرة قد عرفت بسبب تقلبات الطقس نقصا في المحاصيل”. مشاكل في القطاع بالرغم من جودة الزيتون المغربي، وتطمينات المسؤولين على هذا القطاع الحيوي حيال الإنتاج وتسويقه، إلا أنه ثمة مشكلات قد تعترض المزارعين والمهنيين وقد تؤثر على جودة الزيتون. يقول عزيز المؤذن أحد المهنيين في قطاع الزيتون في المغرب لـ greenarea.me: “لا يمكن الحديث عن زيت الزيتون بالمغرب دون التطرق إلى تسويق وتصنيع الزيتون”، مؤكدا أن “بعض القائمين على القطاع يركزون فقط على زيادة الإنتاج، لا سيما وأن الزيتون له القدرة على المنافسة وغزو أسواق دولية جديدة”. ووفقا لعزيز “يعتمد أغلب المزارعين على مياه الأمطار، لذا فهم يخضعون للتقلبات والتغيرات المناخية، تماما مثل ما حدث السنة الماضية التي شهدت تراجعا في نسبة المتساقطات، ما أثر سلبا على قطاع الزيتون، إضافة إلى تعرض كثير من المناطق المزروعة بالزيتون إلى موجات الصقيع خلال فصل الشتاء”. وتتميز زراعة وإنتاج الزيتون في المغرب بأربعة نظم زراعية تحدد بدورها أربعة مناطق للإنتاج، وتعتمد بالأساس على مياه الري في مناطق الأحواض المروية، ومياه الأمطار الموسمية والمتذبذبة من سنة لأخرى، والضعيفة في المناطق البور والجبلية وفي منطقة الريف، ما يؤثر سلبا على مردودية الانتاج أيضا. في نفس السياق، يقول حمد خنوسي “إن من بين المشكلات التي يعاني منها القطاع مشكلة المردودية، ففي الوقت الذي تحتل مساحة زراعة الزيتون في المغرب مساحات كبيرة، فإن مردوديته ضعيفة”، مشير إلى أنه “بالرغم من أن المهنيين منخرطون في استراتيجية تأهيل الزيتون بالمغرب، وزيادة المساحات سنويا، فإن المصنعين يراهنون على رفع الاستثمارات في هذا القطاع، إلا أن مشكل المردودية، تعيق إنتاج الزيتون خصوصا في المناطق البور (البعل)”. وتعد تقنيات جني الزيتون في المغرب من بين المشاكل التي تؤثر على جودته، لأن هذه التقنيات تقليدية، لذلك فهي تؤثر أيضا على جودة زيت الزيتون، وذلك عبر جرح الثمار وإلحاق الأضرار بالأشجار التي تتسبب في تكسر الأغصان التي ستنتج في السنة الموالية، بالإضافة إلى سقوط الثمار على الأرض ما يسبب خدشها وإصابة قشرتها بالسوء. الزيتون المغربي في أرقام يعتبر المغرب ثاني مصدر لزيت الزيتون على مستوى العالم بعد اسبانيا، وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى إسبانيا وإيطاليا أهم أسواق زيت الزيتون المغربي. ويساهم قطاع زيت الزيتون، حسب وزارة الفلاحة بالمغرب في حدود 5 بالمئة من الناتج الداخلي الخام الفلاحي الوطني، وتمتد مساحته المزروعة على 784.000 هكتار، وتحقق الاستغلاليات الوطنية المنتسبة إليه إنتاجا إجماليا بقيمة 1.500.000 طن من الزيتون. كما ينتج المغرب أيضا 16.000 طنا من زيت الزيتون، و90.000 طنا من زيتون المائدة، ويصدر 17.000 طنا من زيت الزيتون، و64.000 طنا من زيتون المائدة. ووفقا للمهنيين في القطاع، فإن هذه السنة تميزت بتساقطات جيدة ومنتظمة، أفضل من السنة الماضية التي شهدت ضعفا في الإنتاج، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ويبرر ذلك مدير الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون لـ greenarea.me بأن الأسعار المرتفعة التي يشهدها الزيتون مردها إلى قلة المتساقطات”، مشيرا إلى أن أسعار الزيتون المرتفعة لا تقتصر على المغرب فحسب، وإنما تطاول بتونس وفرنسا وإيطاليا”.
Source : greenarea.me